الصراع بين التغيير والإحباط..

الصراع بين التغيير والإحباط..
لاشك أن تجربة التطوع في التجمع هي واحدة من أهم التجارب التطوعية التي قمت بها في حياتي.
تعمّدت أن أكتب عن هذه التجربة في نهايتها كي لا أخفي أي جانب من جوانب هذه التجربة، وأرويها كاملة دون أي نقصان.

بدايةً يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال ماهي أهمية التطوع؟
التطوع هو واحد من أسمى الأعمال التي يمكن أن يقدمها الإنسان في حياته فهو يعني العطاء دون الأخذ , بذل الوقت والجهد لمساعدة الغير والإيمان بهذا الكيان الطلابي وأهدافه ومساره.
قبل أن أتطوع في التجمع سألت نفسي سؤالاً مهماً ما الذي سأقدمه إلى هذا المكان ؟
وجدت أن إضفاء ما أتقنه بالمجال الإعلامي ضرورة سأحاسب عليها إن لم أقدمها لهذا المكان بشكل طوعي بهدف التطوير والنمو بهذا التجمع عالياً.

ملخص التجربة
لا يخفى على أحد أن هذه التجربة تبدأ بالانتخابات هي واحدة من أجمل مراحل الإحساس بالديمقراطية والحرية بالاختيار والاعتراف بالصناديق لمدى استحقاق كل شخص في مكانه يشعرك بالنشوة والسعادة ويلبسك جزءاً من المسؤولية تجاه هذا المكان.
سنة كاملة قضيتها في هذا المكان كانت مليئة باحداث غير متوقعة كان أبرزها فاجعة الزلزال المحزن وتداعيّاته من استمرار الدراسة عن بعد واقتصار الأنشطة والمشاريع على الشكل الإلكتروني غير الملموس.
من أهم الأشياء التي لمستها في هذا المكان هي الطاقات العظيمة للشباب والرغبة بالتغيير والبذل كما أن جامعتنا تملك أجواءً خاصّة من الألفة والمحبة، بعض الأحيان أرى من المؤسف أن هذه الطاقات العظيمة التي نمتلكها لا توجّه بالشكل الصحيح.
محالٌ أن ندرك أن لا شيء أهم من العمل، بناء قدراتك الشخصية ينعكس بشكل مباشر على أداء التجمع بشكل عام، الاكتفاء بالتنظير وإلقاء الإتهامات والملامة لا يجدي نفعاً سوى تفكيك الصفوف وإبراز “الأنا” على حساب الجماعة.
تفاوت الخبرات في العمل المؤسساتي بين أعضاء التجمع له إيجابيّاته وسلبيّاته من أهم هذه الإيجابيات العمل كفريق واحد يصقل خبرات الأعضاء بشكل جماعي يكمّل بعضها الآخر.
بنفس الوقت تكوّن بعض النقاط السلبية مثل عدم إدراك المهام بشكل حقيقي وقلة الاحترافية في جانب التواصل بين الأطراف يسبب بعض المشاكل في الجانب التنفيذي.
المنافسة بين المكاتب في العمل هو جو نموذجي للنمو لا شك في ذلك
ينبغي أن لا يزيد عن إطار المنافسة، الهدف الأساسي هو مساعدة وخدمة الطلاب على أكمل وجه وإعلاء اسم التجمع عاليًا أمام التجمعات الأخرى وجعله مضرب مثل بالاحترافية والتنظيم.
العديد من الإنجازات العظيمة تم عملها خلال هذه السنة أحد أهمها هو تغيير الهوية البصريّة العامة للتجمع والظهور المثالي على مواقع التواصل الاجتماعي والرقي بمستوى التصاميم والفيديوهات لمستوى يليق بشكل التجمع.
دورات تطورية ومشاريع ثقافية ومسابقات وبعض الأنشطة الترفيهية التي لم يكن لها دور كبير في هذا العام كون فاجعة الزلزال أثرت على نفوس الطلاب.
واحدة من أهم الأشياء التي لا يلاحظ أثرها إيمان الطلاب بأهمية دور التجمع في حياتهم الجامعية والرغبة الجامحة منهم بالتغيير وبذل الغالي والنفيس لتطوير هذا المكان وهذا الأثر سينعكس بالانتخابات القادمة لذلك إيماناً بضرورة التغيير وأن للجميع حق في أن يقدم أفكاره وطاقاته في هذا المكان لن أرشح نفسي كأول مبادرة في تاريخ التجمع بعدم الاستمرار لسنتين متتاليتين والاكتفاء بدورة واحدة لإعلاء الديمقراطية وضرورة تجديد الدماء وأتمنى أن ترتقي هذه المؤسسة لأقوى تجمع طلابي سوري في تركيا.
ختاماً:
أحب أن أقدم نصيحة لجميع الزملاء الأعزاء وخاصةً من ينوي الترشح للدورة الجديدة في إدارة التجمع.
لاتحتكر ولاتستصغر أي فكرة أو أي قدرة تملكها ابذل كل ماتتقنه في هذا المكان، لاتخف من الفشل لأنه بداية النجاح، لاتأبه للانتقادات فهي موجودة دائماً لن ترضي الجميع مهما قدمت استمع إلى آراء من تثق بهم لتقويم مسار العمل بشكل مستمر.
ولا تستمع لصوت الإحباط الذي ستواجهه في بعض فترات السنة بل و واجهه بالإصرار بالعمل والتقديم .
اخلق تحدي مع نفسك في هذا المكان وضع أهداف واضحة لك ستقدمها خلال هذه السنة.

اجعل شعارك دائماً
يداً بيد …. لبناء الغد