فانظر أمرك!

خواطر

فانظر أمرك!

أطرَبُ لكل من يدندنُ بأحاديث النفس، وتشدُّني كثيرًا فكرة مراقبتها وضبط أحوالها.. وقد وجدتُ أنّ ما يهتزُّ له كيان الإنسان، وترتعد منه فرائصه؛ لا ينحصر فقط في المصائب العظيمة والأحداث الجليَّة الظاهرة! ربما تكون تفاصيل صغيرة بسيطة… كجملة هامشية تقرؤها في كتابٍ مُملٍّ قد سئمتَ منه، أو بضع كلمات ترامتْ إلى مسامعك؛ قالها أحدهم دون أن يلقي لها بال، أو موقف لحظيٍّ عابر كأنه مشهد مسرحي قصير..
هذه التفاصيل الآنيَّة الآسِرة…
كأن بعضها ماء بارد أُهرقَ على وجهك لتصحو من غفوتك..
كأن بعضها صوت بعيد قادم من الخلف ينبّهك أنك تتجه إلى الهاوية..
كأنها تقول لك: توقف! أنت على وشك التنازل، على وشك الانحراف، على وشك تجاوز خطوطك الحمراء والخروج عن طريقك القويم!
إنها اللحظات التي توضع فيها على المحك!
وكأن هذه التفاصيل تخبرك بأن معتقداتك الثابتة ومبادئك الراسخة هي عُرى عقدٍ واحد؛ فإن فرّطتَ بعروة واحدة لا يلبث أن ينفرط هذا العقد كله.. فانظر أمرك!

بقلم:

شارك هذا الموضوع:

Facebook
Twitter

أقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *