في حنينٍ وشغف، وشوق ولهَف، إلى المجد التليد، والماضي المجيد، والحلم القريب غير البعيد، قام أهل الشام في وجه طاغيتهم انتفاضةً وثورةً في الخامس عشر من آذار 2011 أملاً في التحرر، ورغبة في الحياة، شامخي الرؤوسِ، موقنين بالنصر، يَصْبون إلى الخروج من عبادة الأوثان إلى عبادة الواحد الديّان، ولاقوا ما لاقوا في سبيل ذلك، من قتلٍ وتهجير، وأسرٍ وتفجير؛ فالدرب وعِر، والطريق شاقّة، لكن الحرية وما قُرِّب إليها ومنها؛ أغلى من الكبريت الأحمر، ومن الزبرجد الأخضر، ومن كل دُرٍ وجوهر.
وقد داوموا ما استطاعوا، وثبتوا ما قدِروا على الجادّة، فمضت 8 سنين على اشرئباب الأعناق للالتذاذ برحيق الحرية المتعطَّش إليه، والمَروم ذوقُه، وما فتئوا -على كل ذلك- واثقي الخطى، سائرين نحو الغاية الشريفة، أشرف الغايات وأنبلها، بإصرار وعزم وهمة، فرُبَّ همة أحيت أمّة.